پایگاه اطلاع رسانی آیت الله ابراهیم امینی قدس سره

ذرائع رجالية!

ذرائع رجالیة!

 

بعض الرجال عندهم ولع بالذرائع واقتناص السقطات، فهم لا ینفکّون فی توجیه الانتقادات اللاذعة، لماذا هذا الشیء هنا ولماذا ذاک هناک..

هذا غبار وتلک حاجیات مبعثرة، وهو فی کل ذلک یتصرف بطریقة رسمیة جافّة ولا یفکّر بالنتائج التی تترتب على هذه المؤاخذات. ونحن لا ننکر حق الرجل فی التدخل فی إدارة شؤون المنزل أو أن یبدی ملاحظاته فی بعض الشؤون.

ولکن هذه الادارة یجب أن تکون فی اطار معقول ومنطقی ولا یجرح مشاعر الآخرین ولا یتخذ طابعاً جافاً.

على أن الأفضل للرجل أن یترک ادارة البیت وشوؤن المنزل لزوجته لأنها سیّدة البیت وربّة المنزل... والبیت کما یقولون مملکة المرأة وهی التی تعیش اکثر وقتها فی هذا المکان فمن الأفضل والمنطقی أن یترک لها الحرّیة فی ترتیبه حسب ذوقها..

طبعاً یمکن للرجل فیما لو احب شیئاً حسب ذوقه التفاهم مع زوجته التی لن تتلکأ فی الاستجابة له اذا ما لمست منه تعاملاً فیه قدر من الاحترام والمشورة بعیداً عن روح التسلّط والقهر التی لن تؤدی الاّ الى نتائج معکوسة.

إنّ الذرائع الفارغة اذا ما استمرت سوف تعتاد علیها المرأة وشیئاً تنظر الى زوجها فتراه صغیراً فلا تکترث له ولا تلتفت الى رأیه..


وسوف تنتابها تساؤلات حول جدوى الانهماک فی ترتیب المنزل ما دام زوجها لا یکف عن تکرار ذرائعه بشکل وآخر.

والجوّ العائلی الذی تسوده غیوم من هذا القبیل یفقد دفئه شیئاً فشیئاً وتهب فی سمائه ریاح الزمهریر.. لنتأمل فی هذه القصّة.

رجل یراجع مرکز الشرطة ویدّعی إنّ زوجته ترکت منزله منذ شهرین ولجأت الى بیت أهلها.

وتقول المرأة:

ـ زوجی لا یرتضی ذوقی فی ادارة المنزل..

یؤاخذنی دائماً على الطبخ وترتیب البیت ویحقرنی بسبب ذلک.. هربت من البیت لأننی لم اعد اتحمل معاملته لی[76].

یجب على الرجل الاّ ینسى أبداً أنّ مهمة الطبخ وادارة المنزل هی من وظائف المرأة، وأنها أقدر من غیرها على ادارة هذه المهمة.

انها تجد نفسها فی ممارسة هذه الاعمال... ومن هنا على الرجل الاّ یؤاخذها لأن ذلک یجرح مشاعرها..

فإذا کان هناک ما ینبغی لفت نظرها الیه فیجب أن یکون بطریقة لطیفة تحفظ لها کرامتها ولا تمس مشاعرها.


[76] جریدة اطلاعات 16 اردیبهشت 1351.